روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات أسرية | أم زوجي تشاركني في مملكتي.. فماذا أفعل؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات أسرية > أم زوجي تشاركني في مملكتي.. فماذا أفعل؟


  أم زوجي تشاركني في مملكتي.. فماذا أفعل؟
     عدد مرات المشاهدة: 3103        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال:

 

سكنا بيتنا الجديد وسكنت معنا في نفس البيت أم زوجي وأخته التي لم تتزوج بعد لأن والد زوجي متوفى وكان هذا بموافقتي رغم أن زوجي ليس الأكبر وعنده 3 من الأخوة...

وأنا وزوجي ملتزمون ونشري الجنة برضا أمه ونسأل الله أن يصلح أبنائنا ويرزقنا برهم- مشكلتي تكمن في تدخل أم زوجي وأخته في كل صغيرة وكبيرة وأصبح ليس للبيت نظام مثل السابق فأولادها يزورونها في أي وقت وقد ويصطحبون أبنائهم معهم.... ثم بدأت أتعب من أعمال البيت وخدمة من فيه وكأنني خادمة وفوق هذا ينظرون ولي بأن هذا هو واجبك بلا مساعدة- تناقشت مع زوجي فصمت وقال أمي ولن أطردها- ويعلم الله أني حريصة أكثر منه على برها لكنها سامحها الله تحاول استفزازي فإن أمرت أولادي بأمر خالفته وإن فعلت أمرا انتقصته وتريدني اخدمها وتتفنن في ذلك وتتشارك في ذلك هي وابنتها ولا أنسى غيرتهما الشديدة والتضييق علي في أمور عدة وبقينا سبعة أشهر على هذه الحال والبيت كبير وأنا حامل وعندي أربعة أولاد رغم تأخر وصول خادمة إلا أنهم لم يرحموني- وعمل زوجي يستهلك اغلب وقته فلا يرى إلا ما يرضيه (علما بأن أمه في الثمانين وابنتها في الأربعين) والضيوف لا يتوقفون والهاتف وأخبار بيتي صغيرة وكبيرة عند فلانة وعلانة- اقترحت أن تتنقل كل شهر عند أحد أولادها أو بناتها فرفض لأنه محرج أن يقول لها هذا وكذلك السكن المنفصل لأننا في فيلا ويقول كيف استأجر لها وأنا في بيت ملك..

لكن طفح بي الكيل لأنها ورغم أنها تحسب هي وابنتها من أهل الخير إلا أنها بقيت تحرض إخوان زوجي ليضغطوا على زوجي ليخضعني لها أكثر ولكن زوجي حفظه الله كان على علم بطباع أمه وأخته هداهم الله ولكنه صامت ويسأل الله أن يصلح الحال- فهل يكون بطلبي من زوجي أن يستأجر لهن بيتا منفصلا عني نوع من العقوق- لأني أخاف أن تزيد المشاكل والمشاحنات ومن باب قل للأقارب إن يتزاوروا وإلا يتجاوروا- وحتى استطيع تربية أبنائي بطريقتي الخاصة واستعيد نظام بيتي في مواعيد النوم والزيارات والمسموح والممنوع- فهل يكون من حقي هذا الطلب- أم ما هو الحل بنظركم؟

الجواب:

يعتبر بر الوالدين من الأمور الشاقة على النفس، لذا قرنه الله بطاعته حيث قال سبحانه {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إِيّاه وبالوالدين إحسانا}. وللأسف أن كثير من الأمهات هن من يتسببن في عقوق أبنائهن لهن، خاصة بعد الزواج. إما لسوء معاملتهن لهم أو لزوجاتهم لأي سبب كان- وفي الغالب يكون بسبب حب السيطرة أو الغيرة- أو تكليفهم بما لا يطيقون، أو بسبب الانتقاد الدائم لهم، أو لسوء الظن، أو بسبب التفرقة بين الأبناء أو التحريش بينهم.. أو.. أو.. وهن يحسبن أن الحق كل الحق معهن، ويتناسين أن ذلك نوع من أنواع الظلم.. وأن الظلم ظلمات يوم القيامة.

ولكن الزوجة الصالحة هي التي تعين زوجها على بر والديه ووصل رحمه ليكون ذلك سبيلا له في دخول الجنة، وسيعوضها الله جزاء صبرها في الدنيا والآخرة، فإن كان عطاءه لها في الدنيا محدود، فعطاءه في الآخرة ليس له حدود.

أختي الفاضلة..

لاشك أن سوء معاملة هذه الأم وابنتها لك وتحريشها لأبنائها ضدك يعتبر خطأً فادحًا ولا يجوز لهما الاستمرار فيه، ولكن بالمقابل عليك أن لا تنسي أن لهذه الأم حقا كبيرا على أبنائها، ويجب عليهم برها وطاعتها وإرضاؤها مهما فعلت، فمن الواجب أن تتحملي أذى أمه، فأنت أم وتعرفين كم تحملت هي من أجله؟!

فالواجب عليك الصبر عليها أو مناصحتها برفق ولين، وبكل أدب واحترام. ولا يخفاك عظم الذنب الذي سيرتكبه زوجك لو تسبب بأذاها بأي نوع من أنواع الأذى ولو بالتأفف وهو أقل أنواع الأذى. فقد قال سبحانه: {فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كمل ربياني صغيرا}.

فاحذري أخيتي أن تكوني سببا في عقوق زوجك لوالدته، وحاولي أن تحسني إليها وتحتمليها وتصبري على أذاها، فهذا من أفضل السبل للإحسان إلى الزوج وتذكري دوما قوله سبحانه: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين* الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}.

تذكري أخيتي أن نيتك كانت خالصة لله سبحانه وتعالى، عندما اتفقت مع زوجك أن تسكن والدته معكم، لأنك كنت تشترين برضاها الجنة كما ذكرتِ، فهل تعتقدين أن ثمن الجنة بسيط يمكنك أن تحصلين عليه هكذا بكل سهولة!!

أنت في ابتلاء وامتحان من الله. فعليك أن تصبري لتحصلي على الأجر العظيم تصديقا لقوله تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} فكلما تعبت استعيني بالله وتذكري أن الله معك فهو القائل: {واصبروا إن الله مع الصابرين}. ومن الأمور المعينة على الصبر هو التفكر في معاني الصبر وثمراته، واحتساب الأجر. فتذكري أن من ثمرات الصبر الفوز بمحبة الله تعالى ومعيته، فهل تعتقدين أن صبرك على أذى والدة زوجك وأخته ثمن باهظ تقدميه لتحصلي على محبة الله ومعيته.!! لا والله.

تأكدي أن الله يحبك لذا فقد ابتلاك بهذه المسألة.. فأنت تعرفين أن الله إذا حب عبد ابتلاه فلا تضيعي محبة الله وتستبدليها بثمن بخس {أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير}. لذا عليك أن تستمري أنت وزوجك في برها.

عليك أن تحمدي الله سبحانه وتعالى أنه لم يبتليك بفقد أو مرض أحد أبناءك، أو كانت مصيبتك في زوجك.. فهي من اشد الابتلاءات والمصائب.. وإنما اقتصر ابتلائك ببر الوالدين.. تلفتي حولك، وانظري إلى ابتلاءات الآخرين.. لذا عليك أن تجاهدي مع زوجك قسوة والدته.. وتحتمليها.. وتأكدي انك سترين ثمرة ذلك في الدنيا قبل الآخرة.. وستتفتح أمامك أبواب الرزق والخير والنجاح. واعلمي علم القين أن الله لا يظلم عباده مثقال ذرة.

الم تسألي نفسك يوما لماذا خصك الله بهذا البلاء أنت دون سواك من بقية زوجات أولادها الأخريات.. مع انك قد أخلصت النية لله وشجعت سكنها هي وأبنتها معك من باب الرضا والبر!! الجواب ببساطة لأنه يحبك.. والله إذا أحب عبدا ابتلاه.. ليقربه إليه ويأنس بقربه ويسمع صوته عندما يذكره ويدعوه في سره وعلنه.. وليعطيك من عطائه الذي ليس له حدود وهذا لن يكون لك إلا عندما تصبري وتحتسبي

فأنصحك أن تنظري للبلاء من هذه الزاوية، لتتقربي من الله عز وجل، وأن لا تيأسي من رحمة الله، وإلا ضاع أجرك.. واحرصي أن لا تفارق عبارة (الحمد لله) لسانك... وأكثري من قول: «اللهم إني أسألك إيمانًا تباشر به قلبي، ويقينا صادقًا حتى أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبت لي.. ورضني من العيش بما قسمت لي يا أرحم الراحمين». فأنت في امتحان، وليكن الصبر والتسليم بقضاء الله هما وسيلتك.

كلما تضايقت من تدخلها في تربية أبنائك.. تذكري أن الله هو الذي سيوفقك في تربيتهم وتقويمهم على الصراط المستقيم، فمهما بذلت من وسائل وطرق ومهما كنت مستقلة بنفسك في دار مناسبة ومهما وضعت القواعد والقوانين والتزم بها الجميع كما تريدين، لا يمكنك التنبؤ بما سيحدث في مستقبل الأيام، ولا يمكنك التحكم في سلوكياتهم ومعتقداتهم ورغباتهم، فالله تعالى هو من يوفق ويهدي ويرزق. فاسألي الله هدايتهم وصلاحهم واسأليه أن تقر عينيك بهم واسأليه كل ما تريدين وهو من سيعينك على تربيتهم. وتذكري أخيتي أن ثلثي التربية تعتمد على التوكل على الله ودعائه بصلاح الأبناء والثلث الآخر يعتمد على نصح وتوجيه الأهل، لذا عليك أن تحتسبي الأجر وتكثري من الدعاء وسيعينك الله.......

وكلما ضعفت نفسك وطالبتك بالاستقلالية.. توقفي لحظة لتسأليها! هل أخذت على الله عهدا أن يصبح بيتك أكثر استقرارا، ويصبح أطفالك قمةً في تربيتهم إذا سكنت لوحدك!! هل تضمنين أن لا يبتليك الله بأمر أشد وأكبر من هذا الأمر ليمحص ذنوبك ويرفع درجاتك!!

ضعي نفسك مكان زوجك، وتخيلي أن هذه هي والدتك أنت لا هو! كيف تريدين أن يتصرف زوجك معها!!!

ضعي نفسك مكانها هي؟ كيف تريدين أن يتصرف ابنك- الذي بذلت وقتك وجهدك وعمرك وصحتك في سبيل تربيته- معك ولو كنت مخطئة!! وهل ستقبلين منه هذا التصرف ولو كان منطقي!! ولا تقولي انك لن تتصرفي كوالدته، فيمكن أن تكوني أسوأ منها في نظر زوجة ابنك من يدري؟؟

حاولي أن تستشعري أنها والدتك أنت، وتعاملي معها على هذا الأساس، وانظري لكيفية معاملتها لك من هذا المنظار، ولا تعتقدي أنها لا تعتبرك ابنتها وتقولي لنفسك لو كنت كذلك لما عاملتني بهذه الطريقة!! فلا يشترط ذلك، فقد تكون من نوع الأمهات الذي لا يظهر حبه لأولاده، رغم حبها وولعها بهم، فأغلب الفتيات أو المتزوجات يشكون من سوء معاملة أمهاتهن وانتقادهن الدائم لهن، بل أن بعضهن تكاد تجزم أن والدتها تكرهها وهذا الكلام غير صحيح! وتأكدي أنها لو لم تكن ترتاح لك لما وافقت أن تسكن معكم، فلا تجعلي للشيطان مدخلا أو سبيلا لديك فيعظم لك المسائل ويعقد الأمور فيحرمك الأجر.

فالمسألة هي أن هناك حلقة مفقودة بين الأم وابنتها هي التي تسبب هذا التنافر، والمسألة يمكن حلها ببساطة- رغم أنها من السهل الممتنع- وهي معرفة ما تريد وكيفية تفكيرها، وتقديم بعض التنازلات، وبالتأكيد المفترض أن تقدمي أنت التنازلات لا هي!!

خذي الأمور ببساطة ولا تحاولي أن تعظميها داخل نفسك، وتأكدي أنها لا تقصد إيذائك خاصة إذا كنت هينة لينة مطيعة حسنة المعشر، ولكنها قد تكون من النوع العفوي الذي لا يحسب حساب لما يقول أو يفعل ولا يقصد السوء، أو من النوع المسيطر أو المتحكم الذي لا يريد أن يفلت زمام الأمور من يديه، وهذا الأمر مزعج ولكن كما قلنا الصبر.. ثم الصبر.

اطردي إحساسك بالنفور منهم أو كره إقامتهم في منزلك من داخلك، فمهما حاولت إخفاء هذه المشاعر ستصلهم دون أن تدري وسيتعاملون معك على هذا الأساس. حاولي أن لا تستفزيهم بنبرة صوتك أو نظراتك أو طريقة نقاشك... استخدمي الرفق واللين كما أوصانا رسولنا الكريم، واسألي الله القوة والعون والصبر والثبات.

تقربي منهما بكل الوسائل واجعلي نيتك أن يكون ذلك قربى لله تعالى.. لا تكلي أو تملي.. ولا تتهاوني.. حاولي أن تدخلين إلى أعماقهم.. اكتشفي ما بدواخلهم.. تعرفي على طريقة تفكيرهم وطريقة تقييمهم للأمور.. ما الذي يحبون ويكرهون!! ما هي مفاتيحهم التي يمكنك الوصول من خلا لها إلى قلوبهم وكسب محبتهم ورضاهم.. وستعيشين بسلام أنت وأسرتك الصغيرة بإذن الله.

تذكري انك القدوة التي سيقتدي بها أبناءك وهذا درس عملي أمامهم وهذه الدروس ابلغ من المواعظ والمحاضرات... فلتكوني قدوة حسنة ليبرك أبناءك في المستقبل «بروا آبائكم تبركم أبناؤكم».

تصدقي عليها بالابتسامة، فالبسمة لها سحر عجيب وهي تبعث الراحة في النفوس..شرط أن لا تكون صفراء.. اجعلي الابتسامة هي شعارك دوما وتذكري «تبسمك في وجه أخيك صدقة».

وتذكري إن الله سبحانه لا يبتلي الإنسان، إلا لمعرفة قوة إيمانه وصبره.. فتوكلي على الله، وقرري من أعماق قلبك أنك تريدين أن تتقربي إليه من خلال برك بهم والصبر عليهم، وعليك أن تقتنعي من داخلك انك الآن في فترة امتحان سرعان ما تنقضي.. وليس أمامك إلا الرضا والتسليم بقضاء الله عز وجل واحتساب الأجر.. واحرصي على أن تنجحي في هذا الامتحان.. كوني مع الله.. سليه الصبر والفرج.. سليه حاجتك بقلب منكسر ويقين كامل بأنه سيستجيب لك.

أختي الكريمة!..

ذكرت انك على هذه الحال منذ 7 أشهر ولديك 4 أولاد وانك حامل وهذا يعني انك متزوجة منذ أكثر من خمس أو ست سنوات، فهل في هذه السنوات الخمس لم تتمكني من معرفة شخصية والدة زوجك أو أخته!!

إذا كنت تعرفين أن هذه هي طباعهم وطريقتهم، وأن هذا هو أسلوب معاملتهم فلماذا لم تحاولي أن تجدي حلا منذ البداية قبل أن ينتقلوا للسكن معك!! فالحلول في ذلك الوقت كانت ستكون أخف وطأة وأكثر قبولا من تغيير الوضع الحالي.

أما إذا كنت ترين أن معاملتهم كانت أفضل في السابق وأنها قد ساءت الآن، فالتمسي لهما العذر فقد يكون ذلك بسبب وفاة والد زوجك وإحساسهما الداخلي بعدم الأمان، وهذه ما هي إلا ردة فعل مؤقتة ستزول قريبا بإذن الله فلا تحاولي أن تستعجلي الأمور فتزيدي الطين بلة.

التمسي العذر لأخته وغيرتها منك!! وحاولي أن تتقربي منها وامتدحيها وامدحي كل ما يعجبك فيها {ادفع بالتي هي أحسن}. حاولي أن تكسبي ثقتها بك وحبها لك، وهذا أمر ليس بالمستحيل!!! ولكنه قد يكون صعبا نوعا ما. انظري إلى هذا الأمر بتحد وصممي على كسب هذا التحدي.. فان استطعت ستكونين آنت الرابحة في الدنيا والآخرة. وما أدراك هي الآن ضدك وقد تكون لك في المستقبل عونا وسندا لك في أمر لم تحسبي له حسابا ولم تلقي له بالا.. وادعي الله تعالى أن يرزقها بالزوج الصالح ليصرفها عنك بخير.

وهذا لا يمنع أن تبذلي آنت وهو بعض الأسباب لتحسين الوضع منها:

* يمكن أن يعقد زوجك اجتماع مع بقية أخوته ويطلب منهم أن يبروا بوالدتهم ويعينوه على برها، ويطلب منهم أن يطلب كل واحد من أمه أن يستضيفها في بيته ولو لعدة أيام، وأن يصر على ذلك مهما رفضت، ومن ثم يصر كل منهم أن تطول مدة إقامتها لديه إلى أن تصبح متساوية بين الجميع.شرط أن لا تشعر الأم آو الأخت أن زوجك هو الذي طلب ذلك منهم.

* يمكنك أن تطلبي من زوجك استقدام شغالة أخرى خاصة لأمه وأخته وضيوفهما وبذلك تقل عن كاهلك عبء الخدمة والمسئولية.

* إذا تفاقمت الأمور وبدأ الخلاف وكانت الغلبة للشيطان، يمكنك أن تطلبي من زوجك أن يقسم الفيلا إلى دورين أو قسمين، بحيث يكون بابك مستقل عنهم، وفي نفس الوقت يحافظ على سكنهم معه في نفس البيت...

* يمكنك أن تطلبي من زوجك أن تطول مدة إقامتك عند أهلك في فترة النفاس، لتتحمل الأخت مسئولية منزلك وضيوفهم، ولتشعر بقدر المسئولية الملقاة على كاهلك، ولك خياران إما أن تأخذي أولادك معك وإما أن تتركيهم في منزل والدهم وتستودعيهم الله ولن يضيعوا أبدا وأنا أفضل الحل الثاني ولو لفترة بسيطة ليشعر الجميع فعلا بالمسئولية الملقاة عليك وما الذي سيحدث إذا تمادوا لا سمح الله في أذاك وكانوا سببا في خراب هذا البيت لا قدر الله.

* لا تلومي زوجك عندما يحرص عليهم رغم إساءتهم لك، انظري إلى الأمر من الناحية الايجابية، فإذا رأيت زوجك متمسك بأهله تأكدي انه سيكون كذلك معك. وثقي أن لم يحرص زوجك على أهله فلن يحرص عليك، فالذي ليس له خير في أهله لن يكون له خير في احد.

* حاولي أن تحسني علاقتك مع أهل زوجك وكسبهم في صفك وإلا ستدمر حياتك..

استخدمي ذكائك العاطفي ولا تضيعي طاقتك ومجهودك في الحزن والتفكير، عليك أن تقلبي

المعادلة لتكون في صالحك، كوني بشوشة وتعاملي معهم بشكل رسمي وراقي وادفعي بالتي هي أحسن، قدمي لهم الهدايا، وتأكدي انك في النهاية ستكسبينهم في صفك وستكسبين احترامهم وحبهم لك وسيكونون عونا لك لا عليك. فإذا لم تكن لديك هذه القدرة يمكنك الاستعانة بإحدى الأخصائيات النفسيات أو السلوكيات لمعرفة كيفية التعامل مع من حولك وكسب قلوبهم.

* قفي مع نفسك وقيمي نفسك بصراحة

- هل أنت سريعة الانفعال!! هل ترفضين من داخلك مشاركتهم أو وجودهم في حياتك!!.

- هل أنت مرفوضة من أهله وما سبب ذلك!! حاولي أن تعرفي ما هي نقاط الخلاف والأسباب التي تنفرهم منك وتجعلهم يتفننون في إيذائك، ثم حاولي أن تجدي لها حلا

- ربما طريقتك وأسلوبك معهم تستفزهم أو تشعرهم بالتهميش.

- ربما يراك أهل زوجك تتمتعين بشخصية قوية لذلك فإنهم يستخدمون هذه الأساليب العدائية لتحجيمك وترويضك لا للانتقام منك.. فإذا كنت كذلك حاولي أن لا تظهري هذه الشخصية لهم وسيطري على نفسك فأنت لست في حرب يجب أن تنتصري فيها

- قد تكونين واهمة! أو حساسة لدرجة انك تفسرين تصرفاتهم تجاهك بشكل سلبي، والحقيقة عكس ذلك. وأنهم يعتبرونك أختا لهم ويشعرون بأن المنزل منزلهم، لدرجة التبسط معك.

* أنصحك بالتروي في كل كلمة وكل تصرف يصدر منك وحذار أن تذكري والدة زوجك بسوء خاصة أمامه! فهو لن يقبل منك ذلك مهما تغاضى وسكت، وسيسر ذلك في نفسه وستظهر نتائج ذلك عليك في المستقبل.. وتأكدي أنك كلما تغاضيت عن المشاكل وترفعت عن الأمور وتعاملت مع أمه بحب واهتمام واعتبرتها في منزلة والدتك كلما زاد حب زوجك وتقديره لك، وستكسبينه بإذن الله إلى الأبد وهذا ما تسعى له كل زوجة.

* تذكري أن الزوجة الصالحة عليها أن تكون عونا لزوجها في جميع أمور حياته وتقف معه وقفة جادة عند الشدائد والمحن وتتكيف مع ظروفه التي تستجد عليه يوما بعد يوما. ولهذا كان جهاد المرأة في بيتها. وأنت عندما ارتبطي به وارتضيته زوجا لك، حريٌ بك أن تتحملي وتصبري على كل ما يستجد أمامكما.

* وتذكري أن أكبر نعمة يمنّ الله بها على عبده هي الإيمان والثقة والرضا وحسن الظن به سبحانه. فعليك أن تثقي به وتعلمي أن هذه هي الحياة التي اختاراها الله وارتضاها لك لحكمة ما.. وأنك في اختبار منه سبحانه، وهو يراقبكِ في كل لحظة.. فلا تتسخطي.. وأحسني التعامل مع الموضوع بحكمة وهدوء، ولا تتهوري أو تصري على إشعال الفتيل فتكوني سببا في اشتعال نيران مستعرة قد تحرق الأخضر واليابس حيث لا تبقي ولا تذر فتخسري الدنيا والآخرة. أسأل الله أن يصلح حالكم ويصلح ذات بينكم.

الكاتب: د. سلوى البهكلي.

المصدر: موقع المسلم.